ويقال شخص لا يُخْرِجُه من غش التفرقة، وشخص لا يحيد لحظةً عن سَنَنِ التوحيد فهو لا يعبد إلا واحداً، وكما لا يعبد إلا واحد لا يشهد إلا واحداً، قال قائلهم:
وما ضرَّ نصلَ السيف إخلاقُ غمده ** إذا كان غَصْباً حيث وجهته وترا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم من أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبرَّه».قوله تعالى: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} الحيلة تدعو إلى وِفاق الهوى؛ فتستثقل النّفْسُ قولَ الناصحين، فيخرجون عليهم وكأن الناصحين هم الغائبون، قال قائلهم:
وكم سُقْتُ في آثاركم من نصيحةٍ ** وقد يستفيد البغضة المتنصح